Tuesday, October 8, 2013

Church Attackers Will Not Smell Even the Fragrance of Paradise, Let Alone Entering It and Enjoying the Heavenly Bounties لن يرح مهاجمو الكنيسة رائحة الجنة، ناهيك عن دخولها والتمتع بنعیمھا


غلام رسول، نيو إيج اسلام
(ترجمه من الإنجليزية:غلام غوث، نيو إيج اسلام)
 إن من الجوانب الأكثر مجدا للاسلام هو أنه دین تعددي تماما، إما ثقافيا أودينيا. وهو يسعى إلى إقامة المجتمع التعددي حيث يمكن أن يتمتع كل مواطن من مواطني الدولة بالحقوق المساویۃ ويتبع دينه من دون أي تمييز فيما بينهم. إن ظھور الاسلام في المملكة العربية السعودية لا يعني أن الإسلام هو "دين العرب" الذي يطمح إلى "أعربة "العالم بأسره. وقد بدد القرآن الكريم مثل كل هذه المفاهيم التي ليس لها أي أساس في الآية التالية:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (49:13)
ونظرا لهذا المفهوم الأوسع للإسلام ، فإنه لا ينبغى للمسلمين ان یبتعدوا عن المجتمعات الأخرى من العالم عن طريق وضع الحدود العنيفة على أساس الثقافة، والدين، والطائفة، و اللون، واللغة، وما إلى ذالك. ووفقا لقوانين الشريعة الإسلامية الأساسية المنصوص عليها في القرآن الكريم ، ليس للمسلمين تفوق قانوني أو نوع من الإمتياز على غير المسلمين . هناك أدلة مقنعة في مصادر الفقه ( الفقه الإسلامي ) التي تثبت الحرية الكاملة لغير المسلمين عن ممارسة دياناتهم ، واتباع عاداتهم الثقافية و الطقوس وقضاء حياتهم كما يشاؤون . ولا يجوز أي ضغط أو إكراه أو تقييد عليهم . ويسمح لهم بإنشاء أية مؤسسة من مؤسسات الأعمال والحصول على أية مهنة يحبونها. على الرغم من أن الإسلام يفرض على أتباعه ان يؤمنوا بالله الواحد فقط،  فإنه لم يسمح أبدا بتحويل أتباع الأديان الأخرى قسرا وجبرا إلى الإسلام . وذالك لأن حرية الدين هو من مقتضیات الإسلام وهومنصوص عليه بشكل كامل في القرآن الكريم كما جاء في الآيات التالية:
"لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ " (2:256)
"وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا " (18:29)
"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" (10:99)
ولذلك، البلدان ذات الأغلبية المسلمة التي تتعرض فيها الأقليات الدينية للاضطهاد والاضطرابات من أجل دينهم، تخالف، بوضوح، القوانين الإسلامية الأساسية وحقوق الإنسان. ورغم ذالك، كان ذالك خطة الله ان يخلق الكثير من المجتمعات بما فيها الديانات المختلفة، كما أنه يذكر مشيرا إلى السبب في الآية التالية:
"وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " (5:48)
قد ضمن نبي الإسلام- عليه السلام- مرارا وتكرارا حماية الحقوق لأهل الكتاب (اليهود والنصارى)، وكذلك لأهل الذمة الأخرى (المواطنين غير المسلمين من الدولة الإسلامية). وأثناء عهده في جزيرة العرب، كان يتم حماية جميع المواطنين غير المسلمين حتى ضد الأعداء المعتدين الأجانب. "عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاماً." (صحيح البخاري ج 4 ص 65)  ونحوه في ج 8 ص 47 وابن ماجة ج 2 ص 896 والترمذي ج 2 ص 429 والحاكم في ج 2 ص 126 والبيهقي في سننه ج 8 ص 133 وج 9 ص 205 والنسائى ج 8 ص 24 وفيه (وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاماً) ورواه في مسند أحمد ج 2 ص 186 وج 4 ص 61 وص 237 وج 5 ص 46 و50 و51 و369 و374 والهيثمي في مجمع الزوائد ج 6 ص 293
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم  وهو يتحدث بصفة عامة عن جميع غير المسلمين الذين كانوا يعيشون في دولة إسلامية: "من قتل رجلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما" (النسائي)
" قال الرسول صلى الله عليه وسلم-: "من قتل معاهدا في غير كُنـْهِهِ حرم الله عليه الجنة" (رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني).
"من آذى مسلماً فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله"  : أخرجه الطبراني في ( الأوسط ) 4 / 373 برقم 2632)
وفي رواية الخطيب عن ابن مسعود: " من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة. " ( تاريخ بغداد : 8 / 370)
وقال: "ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفسه فأنا حجيجه يوم القيامة" (رواه أبو داود، وصححه الألباني).
قال الإمام القرافي وهو يعدد صوراً للبر أمر بها المسلم تجاه أهل الذمة: " ولين القول على سبيل اللطف لهم والرحمة، لا على سبيل الخوف والذلة، واحتمال إذايتهم في الجوار مع القدرة على إزالته، لطفاً منا بهم، لا خوفاً وتعظيماً ، والدعاء لهم بالهداية، وأن يجعلوا من أهل السعادة، نصيحتهم في جميع أمور دينهم، وحفظ غيبتهم إذا تعرض أحد لأذيتهم .. وكل خير يحسُن من الأعلى مع الأسفل أن يفعله، ومن العدو أن يفعله مع عدوه، فإن ذلك من مكارم الأخلاق .. نعاملهم – بعد ذلك بما تقدم ذكره - امتثالاً لأمر ربنا عز وجل وأمر نبينا  صلى الله عليه وسلم"  (الفروق (3/21-22)
 "إن من كان في الذمة، وجاء أهل الحرب إلى بلادنا يقصدونه، وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلاح، ونموت دون ذلك، صوناً لمن هو في ذمة الله تعالى وذمة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فإن تسليمه دون ذلك إهمال لعقد الذمة". (الفروق ج ـ 3 ص 14 - 15 - الفرق التاسع عشر والمائة)
ولقد ذهب جمهور الفقهاء ومنهم الشافعي وأحمد إلى أن المسلم لا يُقتل بالذمي مستدلين بالحديث الصحيح: "لا يُقتل مسلم بكافر"، (رواه أحمد والبخاري والنسائي وأبو داود والترمذي من حديث علي، كما في المنتقى وشرحه .انظر: نيل الأوطار ج ـ 7 ص 15 ط .دار الجيل) والحديث الآخر: "ألا لا يُقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده" (رواه أحمد والنسائي وأبو داود عن علي أيضًا، والحاكم وصححه في المنتقى وشرحه المرجع السابق).
ورغم هذه التعاليم الإسلامية غير المبهمة الخاصة بالأقلية، إذا وقع الهجوم الغادر على الإنسانية والمسيحيين الباكستانيين الأبرياء خلال العبادة في كنيسة تقع في بيشاور، فإنه يشكل انتهاكا صارخا للإسلام في بلد إسلامي. وحان الوقت لجميع القادة المسلمين في العالم ان ينتقدوا علنا هذه الأعمال الوحشية ويضمنوا أن مثل هذه الانتهاكات الخطيرة للإسلام لا تتكرر في أي مكان في العالم الإسلامي. يجب على الذين يدعون بأن دولهم دول إسلامية ان يفرضوا عقوبات صارمة ومثالية على المواطنين المسلمين الذين لا يحترمون حقوق غير المسلمين في الحياة والدين والكرامة. وإذا كان ينغمس أي فرد أو جماعة في مثل هذه الجريمة الشنيعة، فإنه يجب ان يعتبر أو تعبر أكبر عدو للإسلام والإنسانية. وفي هذا الصدد، ينبغي أن نتذكر دائما ما قال النبي- عليه السلام-: "من قتل رجلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما" (النسائي) ، ناهيك عن دخولها والتمتع بنعیمھا.
ولا يمكن لهذه الأعمال المعادية للإسلام ان تجلب أي مكسب للإسلام أو المسلمين إلا أن تؤدي إلى تحقیق الأغراض الإجرامية للأعداء الحقيقيين للإسلام وهم المتطرفون، والراديكاليون والمتعصبون الدينيون. ومن سوء الحظ، هناك العديد من المسلمين اليوم الذين يدعون بحماس بأنهم "أتباع الإسلام" ولكنهم لا یسعون إلى تحقیق السلام والوئام بدلا من الحرب والصراع. والسبب خلف تعصبھم الدیني الشدید هو إما عدم إلمامھم بالتعاليم الحقيقية للإسلام، أو التورط في الأيديولوجيات المتعصبة المتطرفة الخصومیة التي ترمي إلى تقييد المفهوم الأوسع للتعددية الإسلامية إلى مذهب ضيق للطقوس والتقالید.
3 أكتوبر 2013
URL of the English article:
URL of this article:

No comments:

Post a Comment