بيان شفوي في مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، جينيف، الدورة ال30 (من 14 سبتمبر حتى 2 أكتوبر عام 2015)
سلطان شاهين، رئيس التحرير لنيو إيج إسلام
30 سبتمبر عام 2015
الحوار العام على البند الثامن من جدول الأعمال: " متابعة وتنفيذ إعلان فيينا وبرنامج العمل
(ترجمه من الإنجليزية)
قد ساهم صاحب السعادة البابا فرانسيس مساهمة بارزة في بحثنا عن السلام والمعركة ضد الإرهابيين الإسلامويين. وأود الوصول إلى المجتمع المسلم في جميع أنحاء العالم مع الرسالة أن موعظة البابا يجب أن تمارس على محمل الجد وتعمل على أساسها، لأنها ليست مجرد نصيحة حكيمة ولكن أيضا بما يتفق مع النصائح المتكررة من القرآن الكريم نفسه.
قد وصف البابا فرانسيس أن القرآن الكريم بأنه "كتاب السلام النبوي"، وطلب من المسلمين الحصول على "تفسير مناسب".
كما يطلب القرآن من المسلمين مرارا وتكرارا أن يفكروا في آياته وإيجاد أفضل معناها، كما هو الحال في آيات القرآن الكريم: 39:55، 39:18 ، 39:55 ، 38:29 ، 2:121 ، 47:24، وغيرها من الآيات الأخرى.
ووفقا لما جاء في القرآن الكريم فإن البابا فرانسيس يقول إنه لا ينبغي للمسلمين أن يتبع الآيات حرفيا ولكن يجب عليهم أن يسعوا إلى تفسير القرآن الكريم في أفضل أو أنسب وسيلة ممكنة.
بسبب ترجمة حرفية لآيات القرآن التي لها سياق خاص والتي نزلت إلى النبي عليه الصلوة والسلام أثناء الحروب التي شنها كفار مكة وبسبب الاعتقاد السائد في الوحي الإلهي من الأحاديث أو أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) التي جمعت بعد عقود وقرون من وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم)، نحن نواجه الأزمة الحالية من الإرهاب وكراهية الأجانب والتعصب، الفاشية وكراهية النساء.
ليس الأمر هو أن المسلمين لم ينعكسوا على هذه الآيات من القرآن الكريم والأحاديث ولكن حتى قراءات علماء الدين الكبار مثل الإمام الغزالي، ابن تيمية، عبد الوهاب، شاه ولي الله الدهلوي والشيخ السرهندي وغيرهم من العلماء قد قادونا إلى أزقة عمياء من التفوق والجهاد. ومن الواضح أن التفسير غير كاف لتلبية احتياجات الوقت الحاضر.
ما هي الا مع إيجاد أفضل معنى وتفسير كاف أننا سوف نكون قادرين على تطوير لاهوت جديد ومتماسك للسلام والتعددية، وقبول التنوع والمساواة بين الجنسين والحرية الدينية وحقوق الإنسان للجميع، بما يتفق مع تعاليم الإسلام ، ومناسبة للمجتمعات المعاصرة والمستقبلية.
سعادة الرئيس،
لقد حانت موعظة البابا فرانسيس في وقت حرج. بعد أربعة عشر عاما من هجمة الحادي عشر من شهر سبتمبر فإن العالم الإسلامي لا يزال يخبط في محاولته لوقف تيار التطرف داخل صفوفه. ولكن المشكلة تتعمق والتطرف ينمو فعلا في جميع أنحاء العالم. والبنات والأولاد الصغار يهربون من منازلهم للانضمام إلى ما يسمى الجهاد التي تقوم بها ISIS لتوسيع أراضيها في العراق وسوريا، مع الهدف المعلن لانتاج عقيدتهم الخاصة كي تسود في العالم. انضم ثلاثين ألف مجند إلى تنظيم داعش في العام الماضي من 100 دولة.
أكد رئيس جامعة الأزهر في وقت مبكر من هذا العام في مؤتمر مكافحة الإرهاب في مكة المكرمة أنه يجب إعادة النظر في المناهج الدراسية من المدارس لوقف المد من التطرف المتزايد. قال فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب أن سوء قراءة تاريخية من القرآن الكريم قد أدت إلى تفسيرات متعصبة للإسلام. ودعا إلى إصلاح جذري للتعليم الديني على القضاء على انتشار التطرف الإسلاموي.
في خطاب متلفز في يناير 2015 في مركز مؤتمرات الأزهر في القاهرة، دعا الرئيس سيسي من مصر إلى "ثورة دينية" في الإسلام. وأضاف قائلا للباحثين الإسلاميين أن فكرة التطرف أصبحت "مصدرا للقلق والخطر، والقتل والتدمير لبقية العالم". ويجب تغييرها – ويجب على العلماء القيام بدور قيادي في المدارس والمساجد وعلى موجات الأثير. وقال: "أنتم الأئمة، مسؤولون أمام الله والعالم كله ينتظر. العالم كله ينتظر لكلمتك القادمة لأن هذه الأمة يتم تمزيقها على حدة"
وبالمثل بدأ المغرب برنامجا لتدريب الأئمة على تعاليم الإسلام المتسامحة والمنفتحة، استنادا إلى المذهب المالكي ومذهب الأشاعرة. الدول الأفريقية النيجيرية وأخرى أيضا ترسل أئمتهم إلى المغرب ليتم تدريبهم هناك لتعزيز الوسطية في الإسلام.
والدول إسلامية الأخرى مثل الأردن وإندونيسيا وماليزيا أيضا تحاول بكل ما في وسعها لوقف التطرف المتزايد.
لا يزال يتم إصدار الفتاوى من جميع أنحاء العالم بما في ذلك الهند مؤكدا أن الإسلام هو دين السلام وليس له أي علاقة مع الإرهاب. وحاليا ما لا يقل عن 120 عالم من علماء الدين الإسلامي من جميع أنحاء العالم أرسلوا رسالة مفتوحة إلى ما يسمى الخليفة "أبو بكر البغدادي". وهذه الرسالة كانت في أكثر من 14000 كلمة. هذه الفتوى تدين البغدادي وأعماله الوحشية. وهي تبين بالتفصيل ما هو الخطأ الذي وقع في أعمال وأحكام "الخليفة" البغدادي.
ولكن، الأهم من ذلك، فإن هذه الرسالة المفتوحة تظهر أيضا ما هو الخطأ مع المسلمين المعتدلين في الظرف الحالي. لماذا لا تعمل النصائح المعتدلة وولماذا يهرب أطفالنا إلى داعش ومراكز إرهابية أخرى. في الواقع، هذه الفتوى المعتدلة تأخذ الريح من أشرعة الإسلام المعتدل. إنها تتحدث عن الأشياء التي يمكن أن يستولى عليها المدافعون من الأيديولوجيات العنيفة فيستخدموها لزيادة تبرير لاهوتها. على سبيل المثال:
"وسبب هذا هو أن جميع ما جاء في القرآن حق وكل ما جاء في الحديث الصحيح وحي..."
هذا ما اتفق عليه علماء الاعتدال أن المنظرين الإرهابيين يتم تبريرهم في استخدام الآيات السياقية والآراء المتطرفة في الحديث المنسوب إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) كأدوات تجارتهم الإرهابية. بعد كل شيء، فإنه بالضبط حجتهم. لا فرق بين القرآن والحديث، كل منهما وحي من الله تعالى. آية القرآن الكريم جيدة مثل الأخرى. وحديث النبي عليه السلام جيد مثل الحديث الآخر. كل منهما غير قابل للتغيير فعالمي وتوجيه أبدي لجميع الوقت في المستقبل.
سعادة الرئيس،
وأرجو التكرم لمناقشة رسالة مفتوحة من العلماء المعتدلين في بعض التفاصيل ويجب أن نفكر أنه لماذا جهودنا في القضاء على التطرف قد فشلت والعكس من ذالك قد غذت التطرف فقط.
في الفصل الثالث عشر من الرسالة المفتوحة - الإكراه - الفتوى المعتدلة تقول: "من المعلوم أن آية "لا إكراه في الدين" نزلت بعد فتح مكة ، فلا يستطيع أحد أن يقول بأنها منسوخة". ثم تدين الفتوى البغدادي لاستخدام الإكراه. ولكن الشيء المهم هو أنه حتى الفتوى المعتدلة قد وافقت على الفكرة الأساسية للبغدادي وغيره من الإرهابيين أن الآيات المكية السلمية التي نزلت قبل فتح مكة، والتي تشكل العمود الفقري للإسلام السلمي، قد ألغيت أو، على الأقل، قد تكون منسوخة، ومن الآيات المتعلقة بالحرب التي ينبغي أن تسود الآن.
في النقطة السادسة عشر حول الحدود، قد جعلت الفتوى المعتدلة قاعدة عامة:
"الحدود واجبة في الشريعة الإسلامية لا محالة. لكن الحدود لا تطبق إلا بعد البيان، والإنذار والتحذير واستيفاء شروط الوجوب ، فلا تطبق في ظروف القسوة. فعلى سبيل المثال كان النبي صلى الله عليه وسلم قد درأ الحدود في بعض الحالات. وعمر بن الخطاب رفع الحدود في عام المجاعة كما هو مشهور". وبعد قبول الفرضية الأساسية لقبيلة البغدادي تدين عملية تنفيذها في ما يسمى الدولة الإسلامية. وتقول: " وفي كل المذاهب الشرعية للحدود إجراءات واضحة ينبغي أن تنفذ بالرحمة وشروطها تجعل تطبيقها صعبا. والحدود تدرأ بالشبهات ، أي إذا وجد أي شك فلا يطبق الحد. ولا حدود لمن له حاجة أو فاقة أو كان فقيرا معدما" وهلم جرا. ولكن عندما قبل العلماء المعتدلون الفرضية الأساسية للحدود (العقوبة) على أساس القرن السابع من الأعراف القبلية العربية البدوية كونها "واجبة في الشريعة الإسلامية لا محالة" فما الفرق يبقى في الواقع بين الاعتدال والتطرف.
وفي النقطة العشرين يبدو أن العلماء المعتدلين يبررون هدم الأصنام والأوثان. إقرأ العبارة التالية من الرسالة المفتوحة:
"أما بالنسبة لقول أبي عمر البغدادي : "نرى وجوب هدم وإزالة كل مظاهر الشرك وتحريم وسائله لما روى مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ألا أنبئك على ما بعثني عليه صلى الله عليه وسلم: ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته))" ، فنقول : إن كان كلامكم صحيحا فهو لا يعني قبور الأنبياء والصحابة بدليل أن الصحابة أجمعوا على دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بنيان ملاصق للمسجد، وكذالك صاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما."
والانطباع هو واضح أن العلماء المعتدلين لا يعارضون إلا تدمير "قبور الأنبياء أو الصحابة الكرام" ولا يعارضون الالتزام المفترض لتدمير وإزالة جميع مظاهر الشرك. وهذا ليس وسيلة جيدة للحفاظ على العلاقات بين الأديان في العالم المعاصر حيث تحترم جميع الدول المتحضرة الحقوق لبعضها البعض في ممارسة شعائرها الدينية بالطريقة التي يحبونها ويعبدون الأوثان في أجزاء كثيرة من العالم. وبعد كل شيء، ينبغي أن يستند الاعتدال في الإسلام على قبول التنوع الديني كما نتعلم من القرآن الكريم. عندما سمح النبي (عليه السلام) وأصحابه للدفاع عن أنفسهم لأول مرة بعد 13 عاما من ظهور الإسلام، قيل لهم في القرآن للدفاع ليس فقط عن حريتهم الدينية الخاصة ولكن الحرية الدينية في حد ذاتها، والحرية الدينية لجميع الطوائف الدينية. أراد الله تعالى مواصلة عبادته ليس فقط في المساجد، ولكن أيضا في الكنائس والمعابد والأديرة والصوامع، وفي كل مكان. وقوله تعالى في القرآن الكريم:
(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ) (القرآن الكريم 22:40)
في النقطة ال22 من الرسالة المفتوحة بعنوان الخلافة، يتفق العلماء المعتدلون مرة أخرى مع المسألة الأساسية المتمثلة في زمرة البغدادي: "الخلافة أمر واجب على الأمة باتفاق. وقد افتقدت الأمة الخلافة بعد سقوطها عام 1924م". ثم يذهبون إلى انتقاد البغدادي لعدم وجود إجماع من المسلمين ويتهمون بالتحريض على الفتنة وغيرها في لغة قوية إلى حد ما. ولكن المشكلة تبقى حتى الآن. يتفق العلماء المعتدلون مع البغدادي على الفرضية الأساسية لما يسمى الأمر الواجب على الأمة أن تكون لها الخلافة. هذا أمر سخيف في هذا اليوم وهذا العصر. من الواضح أن مجموعة البغدادي والعلماء المعتدلين على قدم المساواة، وعلى ما يبدو أنهم يعيشون في السابع عشر للميلاد.
هل الفرق بين الاعتدال والتطرف إلى هذه الدرجة فقط في الإسلام؟ درجة التفوق ودرجة الكراهية والتعصب، ودرجة كراهية الأجانب، ودرجة القسوة في فرض العقوبات الواقعة في العصور الوسطى، الخ
ومن الواضح أن المشكلة هنا هي أن العلماء المعتدلين يؤكدون اعتقادهم في نفس اللاهوت مثل الجماعات الإرهابية مثل داعش و تنظيم القاعدة، وحركة طالبان، وبوكو حرام أو لشكر طيبة وما إلى ذالك.
والسؤال الآن هو ما هي المكونات الأساسية للاهوت الحالي و ما هي اللاهوت المقبول عالميا للإسلام كما هو مبين من أعظم علماء الدين من بداية الإسلام وحتى اليوم.
سعادة الرئيس،
وأود أن أطلب العالم الإسلامي أن ينظر إلى الأحكام التالية من بعض علماء الدين العظيم ويقرروا بأنفسهم ما إذا كانت لهذه كلها أي مكان في العالم في الوقت الحاضر، و هل علينا أن نستمر في تعليمهم وتدريسهم في المدارس والدراسات الإسلامية.
"(الجهاد) هو واجب على الكفاية في كل سنة مرة وااحدة في أهم الجهات"..........."يجوز نصب المنجنيق على قلاعهم ، وإن كانوا فيهم نسوة وصبيان، وكذا إضرام النار وإرسال الماء ، ولو تترسوا بالنساء"........."والغنيمة كل ما أخذته الفئة المجاهدة على سبيل الغلبية دون ما يختلس و يسرق ، فإنه خاص ملك المختلس ودون ما ينجلي عنه الكفار بغير قتال ، فإنه فيء ودون اللقطة ، فإنها لآخذها"....."ويجب إهلاك كتبهم التي لا يحل الانتفاع بها"...."وهو كل كتابي عاقل بالغ حر ذكر متأهب للقتال قادر على أداء الجزية ، أما الصبي والعبد والمرأة والمجنون فهم أتباع ولا جزية عليهم"...."(الثالث : الإهانة) وهي أن يطأطئ الذمي رأسه عند التسليم ، فيأخذ المستوفي بلحيته ويضرب في لهازمه ، وهو واجب على أحد الوجهين حتى لو وكل مسلما بالأداء ، لم يجز ولو ضمن المسلم الجزية لم يصح لكن يجوز إسقاط هذه الإهانة مع أسم الجزية عند المصلحة بتضعيف الصدقة ويجوز ذالك مع العرب والعجم".....(كتاب الوجيز في فقه الإمام الشافعي : كتاب السير ، وفيه ثلاثة أبواب (الباب الأول في وجوب الجهاد) ، وكتاب عقد الجزية والمهادنة وفيه بابان ، الباب الأول : في الجزية )
الإمام ابن تيمية (1263 - 1328) الذي يعتبر فقيه حنبليا وباحثا كبيرا بين المسلمين الوهابيين الذي قد تطور تأثيره بشكل كبير مع انتشار عقيدته من قبل النظام الملكي السعودي يقول:
"بما أن الحرب المشروعة هي الجهاد وهدفه هو أن الدين كله لله وكلمة الله هي العليا، وبالتالي، وفقا لجميع المسلمين، فإن أولئك الذين يقفون في طريق هذا الهدف يجب أن يحاربوا ... أما بالنسبة لأهل الكتاب والزرادشتيين، فيجب القتال معهم حتى يصبحوا المسلمين أو يدفعوا الجزية من جهة. وفيما يتعلق بالآخرين، فإن الفقهاء يختلفون فيما يتعلق بمشروعية أخذ الجزية منهم. معظمهم يعتبرونه غير قانوني ... "(ترجم من المقتطف الإنجليزي من كتاب الجهاد في الإسلام الكلاسيكي والحديث لرودولف بيترز (برينستون، إين جي: ماركوس فينر، عام 1996)، ص 44-54)
الشيخ أحمد السرهندي (1564-1624) - الداعي الإسلامي الهندي الفقيه الحنفي، المعروف بمجدد ألف ثاني يكتب:
1. "... تضحية البقرة في الهند هي أنبل ممارسة من الممارسات الإسلامية."
2. " هناك معارضة بين الكفر والإسلام. تقدم أحدهما غير ممكن إلا بعد القضاء على الآخر، و التعايش بينهما غير وارد.
3. "شرف الإسلام يكمن في إهانة الكفر والكفار. واحد، وكل من يكرم الكفار ويهين المسلمين".
4. "إن الغرض الحقيقي في فرض الجزية عليهم هو إذلالهم إلى حد أنه، بسبب الخوف من الجزية، فإنهم قد لا يقدروا على اللباس بشكل جيد والعيش في العظمة. وينبغي أن يظلوا باستمرار في حالة الرعب والخوف.
5. "أيان يقتل يهودي، فإنه يفيد الإسلام".
(ترجمه من المقتطف الإنجليزي من كتاب Muslim Revivalist Movements In Northern Indian in the Sixteenth and Seventeenth Centuries" لأطهر عباس رضوي (آغرا، لكناؤ: جامعة آغرا، شركة كتاب بالكريشنا، 1965)، الصفحة من 247 إلى 250 ، وكتاب يوحنان فريدمان: Shaykh Ahmad Sirhindi: An outline of His Thought and a Study Of His Image in the Eyes of Posterity" (مونتريال، كيبيك: جامعة ماكغيل، معهد الدراسات الإسلامية، عام 1971)، ص: 73-74).
والشاه ولي الله المحدث الدهلوي الفقيه الكبير من الهند الذي له احترام كبير بين الناس يكتب في كتابه (حجة الله البالغة): "ومنها أن يجعل هذا الدين غالبا على الأديان كلها ولا يترك أحدا إلا قد غلبه الدين بعز عزيز أو ذل ذليل فينقلب الناس ثلاث فرق: منقادة للدين ظاهرا وباطنا ومنقادة بظاهره على رغم أنفها لا تستطيع التحول عنه ، وكافرة مهانة يسخرها في الحصاد والدياس وسائر الصناعات كما تسخر البهائم في الحرث وحمل الأثقال ويلزم علهيا سنة زاجرة وتؤتي الجزية عن يد وهي صاغرة" .............."ألا يجعل المسلمين أكفاء للكافرين في القصاص والديات ولا في المناكحات ولا في القيام بالرياسات ليلجئهم ذالك إلى الإيمان إلجاء".....(حجة الله البالغة : باب الحاجة إلى دين ينسخ الأديان ، الصفحة 209)
"وقال الشيخ محمد عبد الوهاب (1703- 1792) حتى ولو كان المسلمون يبتعدون عن الشرك ويكونوا موحدين، لا يمكن إيمانهم كاملا ما لم تكن لهم العداوة والبغضاء في عملهم وكلامهم ضد غير المسلمين" (مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 291/4
وقال أبو العلاء المودودي (25 سبتمبر عام 1903 – 22 سبتمبر عام 1979) ""فكل حكومة مؤسسة على فكرة غير هذه الفكرة ومنهاج غير هذا المنهاج، يقاومها الإسلام ويريد أن يقضي عليها قضاء مبرماً، ولا يعنيه في شيء بهذا الصدد أمر البلاد التي قامت فيها تلك الحكومة غير المرضية أو الأمة التي ينتمي إليها القائمون بأمرها. فإن غايته استعلاء فكرته وتعميم منهاجه، وإقامة الحكومات وتوطيد دعائمها على أساس هذه الفكرة وهذا المنهاج، بصرف النظر عمن يحمل لواء الحق والعدل بيده ومن تنتكس بذلك راية عدوانه وفساده................... "
"والإسلام يتطلب الأرض ولا يقتنع بقطعة أو جزء منها، وإنما يتطلب ويستدعي المعمورة الأرضية كلها، ولا يتطلبها لتستولي عليها وتستبد بمنابع ثروتها أمة بعينها، بعدما تنتزع من أمة أو أمم شتى، بل يتطلبها الإسلام ويستدعيها ليتمتع الجنس البشري بأجمعه بفكرة السعادة البشرية ومنهاجها العملي اللذين أكرمه الله بهما، وفضله بهما على سائر الأديان والشرائع............. وتحقيقاً لهذه البغية السامية يريد الإسلام أن يستخدم جميع القوى والوسائل التي يمكن استخدامها لإحداث انقلاب عام شامل، ويبذل الجهد المستطاع للوصول إلى هذه الغاية العظمى، ويسمى هذا الكفاح المستمر واستنفاد القوى البالغ، واستخدام شتى الوسائل المستطاعة " بالجهاد "............. وإذا عرفت هذا فلا يعجبك إذا قلت : أنّ تغيير وجهات أنظار الناس، وتبديل ميولهم ونزعاتهم، وإحداث انقلاب عقلي وفكري بواسطة مرهفات الأقلام نوع من أنواع " الجهاد "، كما أن القضاء على نظم الحياة العتيقة الجائرة بحد السيوف وتأسيس نظام جديد على قواعد العدل والنصفة أيضاً من أصناف الجهاد. وكذلك بذل الأموال وتحمل المشاق ومكابدة الشدائد أيضاً فصول وأبواب مهمة من كتاب " الجهاد " العظيم............" (الجهاد في الإسلام للمودودي)
إنها بالضبط عينة صغيرة ليتم حتى اعتبارها غيض الفيض المحتوي على الأحكام الفقهية، والأحاديث والشريعة، والتفسير من القرآن الكريم، وكتب السيرة وهلم جرا.
سعادة الرئيس،
يظهر التطرف والتفوق الإسلامي في عروق المجتمع المسلم. لا نكاد نفكرعندما نتحدث أو نسمع حديث التفوق. وقد يوجد التطرف والتفوق في التاريخ الإسلامي، تقريبا من البداية. حارب المسلمون فيما بينهم وبشدة جدا حتى قبل جمع الأحاديث وبناء الشريعة التي يعتبرونها الآن إلهية. لم يجد المسلمون أي ترياق للآيات المتعلقة بالحرب والقتال في القرآن التي متوفرة الآن لأي شخص لديه إمكانية الوصول إلى الإنترنت. والاعتقاد أن جميع آيات القرآن الكريم تنطبق على المسلمين لجميع الأوقات دون الإشارة إلى سياقها لن تحل المشكلة. والاعتقاد أن الشريعة والحديث كليهما وحي لن يقدم الاجابة على الأسئلة من اليوم. يجب على المسلمين التخلي عن اللاهوت الذي يؤدي إلى العنف والتفوق والبحث عن لاهوت جديد، لاهوت متماسك للسلام والتعددية، بما يتفق من كافة النواحي مع التعاليم الأصلية للإسلام، ومناسبة للمجتمعات المعاصرة والمستقبلية.
وهذا اللاهوت الجديد يجب أن يقوم على تفسير كاف من القرآن الكريم، كما اقترح البابا لنا، وإيجاد أفضل معنى لآيات القرآن كما ذكر في القرآن نفسه. ويجب التخلي عن القراءة الحرفية للآيات السياقية، وإعطاء الأولوية للآيات التكوينية الأساسية من القرآن الكريم التي يمكن اعتبارها حقا من أهمية الأبدية.
يجب أن نتخلي عن الإحضار الواسع من التفسيرات، والأحكام الفقهية من أعظم اللاهوتيين الذين احترمناهم منذ قرون. والقراءة الحرفية من آيات القرآن مثل "لا إكراه في الدين" أو "لكم دينكم ولي دين" هي حجر الزاوية في كل فلسفة معتدلة اسلامية. هذه هي الآيات التأسيسية للقرآن والأبدية في الأهمية. وهذه كلها صحيحة بالنسبة لنا في جميع الأوقات.
تنشأ مشكلة مع الآيات السياقية والاستعارية عندما يتم اتخاذ معناها حرفيا أو حتى تفسيرها وفقا لفهم المرء. والمشكلة تنشأ عندما تؤخذ ما يسمى الآيات المسلحة حرفيا، وتعتبر صالحة لجميع الأوقات من حيث أحكام الله تعالى لجميع المسلمين إلى الأبد، واتباعها كما هي اليوم. ويجعل قادة داعش التصاميم الخاصة بهم، ولكن لدينا أطفال والشباب والفتيان والفتيات الذين يهربون ويبتعدون عن بيوتنا المجهزة جيدا والمدارس الخاصة بسبب المعنى الحرفي لهذه الآيات التي تسمى المسلحة واعتبارها عالمية في الطبيعة. وتعتبر جميع الآيات القرآنية غير مخلوقة وتدرس في المدارس على أنها قيمة أبدية وكتوجيه للمسلمين في جميع الأوقات القادمة.
يتم تفسير آية مجازية من القرآن للدلالة على أن الملحمة ستقع في غضون سنتين. ويقال إن تنظيم داعش يقاتل الحرب النهائية المعروفة بالملحمة. وهذا هو أيضا أحد الأسباب التي تجعل شبابنا يهربون إلى الانخراط في معارك نهاية الزمان. ولذلك فإننا نفكر أن مجرد المعنى الحرفي لجميع الآيات القرآنية، دون الرجوع إلى سياق الآيات السياقية، أو حتى التفسيرات الشخصية والملتوية من الآيات الاستعارية سيكون كارثة، ويقود في الواقع بالفعل إلى كارثة.
يجب أن نتعامل مع القرآن كعمل خلق الله، الذي يحتوي على آيات تأسيسية، وسياقية واستعارية يجب معالجتها من قبلنا في أوقات مختلفة وسياقات مختلفة بشكل مختلف. وهو ما يعني أننا يجب أن نلاحظ المشورة القرآنية أنه يجب أن نستخدم عقلنا ونفكر في كل وقت قبل قبول أي شيء على نحو أعمى، ويجب أن نحاول العثور على أفضل معنى أو تفسير لائق كما يضع البابا فرانسيس. المعنى الحرفي لكل الآيات القرآنية لا يمكن أن يكون مقبولا.
وأود أن أحث مرة أخرى الدول الإسلامية الممثلة هنا لأخذ المشورة الحكيمة من البابا والنصائح المتكررة من القرآن لإيجاد تفسيرات كافية وأفضل معاني للآيات الأساسية للقرآن وإنشاء لاهوت جديد على هذا الأساس. لدينا الموارد الفكرية للقيام بذلك. ما نحتاجه هو الشجاعة للتخلي عن اللاهوت القديم والرغبة في خلق لاهوت جديد من السلام والتعددية، والتعايش المشترك وقبول التنوع الديني، والعدالة وحقوق الإنسان للجميع.
No comments:
Post a Comment