Monday, January 13, 2014

(ترجمه من الإنجلزية:غلام غوث نيو إيج إسلام)
إن أحد العلماء الأكثر شهرة من المذاهب الصوفية والعلوم الروحية من الإسلام، الشيخ محمد هشام قباني قال هنا اليوم إن الصوفية يعتقدون أنه يجب علينا أن نقول عفويا من صميم قلوبنا مع عدم إعداد مسبق حينما نتعامل مع موضوعات مثل الحب والسلام. وقال إن الحروف والأرقام هي هامة للغاية في التقاليد الصوفية. الكلمة العربية للحب هي تتكون من حرفين: ها و با، الأول يدل على الحياة الجميلة والثاني على الوجود الأبدي للحب.
أضاف الشيخ قباني قائلا: "إن مرشدي الروحي الشيخ ناظم طلب مني عدة مرات لزيارة الهند معتبرا أنه مكان الحب والانسجام بلا حدود. الهند هي مكان هام للغاية للصوفية، وذالك لأنها أعطت أبرز الشخصيات الصوفية. والمواطنون من الهند هم مباركون إلى حد كبير بأنهم يعيشون بين الأولياء الكرام".
"وقال إننا نعتبر الهند قلعة التعلم والروحانية، وبالتالي نظهر التبجيل الكبير للعلماء والصوفية وعلماء الإسلام الذين ولدوا في الهند". وأضاف "حينما أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام بقوله" أطلبوا العلم ولوكان بالصين"، فربما أبقى الهند في ذهنه. ولذالك، توافد الصوفية نحو الهند وظلوا يعيشون هنا للأبد".
وطرح سؤالا إلى الحضور: ماهو في قبور الأولياء الصوفيين الذي يجذب حشدا كبيرا تجاهه؟ فأجاب قائلا "إنه ليس سوى حبهم الخالص والشامل للبشرية كلها بغض النظر عن الإيمان والعقيدة والعرق."
وقال إن جميع رواد الطرق الصوفية قد وضعوا تركيزا كبيرا على العزلة الروحية و التأملات الارتكازية لتحقيق التقارب مع الله تعالى. "ومن خلال التأملات الصوفية، قد سعى الصوفية في الواقع لتنقية قلوبهم وأرواحهم، وذالك لأن أعمال القلب، وفقا لهم، هي أكثر أهمية من أعمال الجوارح. القلب هو جوهر الكائن البشري والكيان الذي يميز بين الحق والباطل. هذا ما يتجلى بوضوح في السنة النبوية حيث قال النبي عليه السلام: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب". ولذالك، تابع قائلا إنه يجب علينا نشغل أنفسنا مع أعمال قلوبنا أكثر من أعمال جوارحنا وذالك لأن أعمال الجوارح كالصلوة والركوة وتلاوة القرآن الكريم يمكن أن تكون مقبولة إلا إذا كان التقوى موجودا في قلوبنا.
ومنحدرا من تقليد كبير من الإنسانية والنشاط الاجتماعي، حث الشيخ قباني الناس على تحويل تركيزهم من الأعمال الطقسية إلى العبادة الطوعية، وهذا هو التعامل مع أسباب الرفاهية الاجتماعية والأعمال الخيرية كما جاء في الحديث النبوي: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : { إن الله تعالى قال : من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر فيه ، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه}. [رواه البخاري:6502] .
وقال الشيخ قباني إنه بالرغم من أن العديد من الصوفيين كانوا أغنياء جدا، فهم يعيشون مثل الفقراء ليشعروا بحرمانهم من الطعام والمال، وبالتالي حاولوا القضاء على الفقر من قراهم ومدنهم والعالم بأسره.
وقال الشيخ قباني قصة الصوفي خالد البغدادي، مؤسس الطريقة الصوفية النقشبندية المعروفة ب "الخالدية" الذي جاء إلى الهند وتعلم من عالم هندوسي كان له تأثيرا عميقا عليه. وقال إنه يمكن أن يقوم ليس فقط المسلمين بل الهندوسيون أيضا بالتأملات الروحية إذا كان يفرغ قلوبهم من الشهوات الدنيوية ويشاركون مع الأنشطة الاجتماعية.
في نهاية كلمته، أكد الشيخ قباني على أهمية إعطاء الصدقة وقال إننا يجب أن لا نحكم أخلاق الناس، حين نقدمها لهم، ولا ينبغي لنا أن نفرق بينهم على أساس الدين أو الطائفة أوالعقيدة. ومنسقة البرنامج السيدة سعدية الدهلوي أخبرت الحضور أن الشيخ سيكون قريبا على زيارته إلى الضريح المبارك للخواجة معين الدين جشتي رحمه الله تعالى في أجمير.
الشيخ قباني هو المرشد الروحي والصوفي للملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، بما فيها المملكة المتحدة وجنوب شرق آسيا والولايات المتحدة. إنه قد كرس كل حياته لنشر التعاليم الإسلامية كالشمولية والسلام والتسامح والانسجام الديني والمبادئ التي تحدد الروحانية الإسلامية الأخرى المعروفة باسم الصوفية.
وولد وتربى الشيخ الدكتور قباني في بيروت، لبنان وهوعالم وشيخ صوفي ورئيس الاتحاد الإسلامى فى واشنطن ومؤسس المجمع الصوفى العالمى فى أمريكا. تخرج باختصاص الكيمياء من الجامعة الأمريكية في بيروت، وحصل على شهادة في الفقه الإسلامي من دمشق. متزوج من ابنة الشيخ محمد ناظم الحقاني مرشد الطريقة النقشبندية. وهو يحمل إجازة منه بتدريس الطريقة النقشبندية. مؤسس المجلس الإسلامي الأعلى في أمريكا ورئيسه. هذا المجلس كناية عن منظمة تنادي بالتسامح والاعتدال المتأصّلين في الإسلام التقليدي. وهو ينشط في الولايات المتحدة وأوربا منذ التسعينات. واثر تفجيرات لندن، اسس الشيخ هشام مجلسا للمسلمين الصوفيين، هدفه "رفع صوت الاكثرية الصامتة من المسلمين المعتدلين" بوجه التشدد الديني.
 

No comments:

Post a Comment