Wednesday, October 21, 2015

The Benevolent Impact Of Jizyah On The Vanquished In Early Islam تأثير الجزية على المهزومين في أوائل الإسلام: استعراض ملاحظات أدلى بها بعض أعظم الباحثين




محمد يونس، نيو إيج إسلام
(ترجمه من الإنجليزية: نيو إيج إسلام)
20 أكتوبر عام 2015
إن الباحث المتميز والمؤرخ للإسلام توماس أرنولد (1864-1930) المتقن في تحقيق التميز الأكاديمي قام بإجراء أبحاث مكثفة للتحقيق في انتشار الإسلام على حساب المسيحية في مختلف البلدان في جميع أنحاء آسيا وأوروبا وأفريقيا. إنه راجع الآلاف من سجلات الكنيسة والتقارير الرسمية التي بعثت بها الكنيسة المسيحية النشطة من تلك البلدان إلى مقرها في الروم للحصول على مواد غير جانبية تماما لعمله. ومعرضا تعليقه على غزو المدن الرومانية من قبل الخليفة عمررضي الله عنه (633-644)، قد سجل أنه بعد ما انتهى الخوف الأولي والفوضى من المعركة فإن الناس من المحافظات المفتوحة "وجدوا أنفسهم في التمتع من التسامح ، مثلا ، على حساب آرائهم الوحدانية والنسطورية التي لم تكن معروفة لهم لقرون عديدة ". في نفس الوقت، يقتبس شروط استسلام القدس في هذه الكلمات:
"بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيليا من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها. أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها ولا من صليبهم ولا من شئ من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيليا معهم أحد من اليهود. وعلى أهل إيليا أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن. وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوت. فمن أخرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو أمن وعليه مثل ما على أهل إيليا من الجزية ومن أحب من أهل إيليا أن يسير بنفسه وماله مع الروم يخلى بيعهم وصلبهم حتى بلغوا أمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان فمن شاء منهم قعد وعليه ما على أهل إيليا من الجزية، ومن شاء صار مع الروم، ومن شاء رجع إلى أهله. فإنه لا يؤخذ منهم شئ حتى يحصد حصادهم. وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية. شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبى سفيان وكتب وحضر سنة خمس عشر" (توماس دبليو أرنولد، الدعوة إلى الإسلام، الطبعة المنقحة الثانية، عام 1913، وأعيد طبعه دلهي عام 1990، ص. 56.)
ويمكن الحكم على مدى اعتراف المسلمين الصريح بهذا الشرط من تلك الحادثة التي وقعت في عهد الخليفة عمر رضي الله تعالى عنه. لما حشد الإمبراطور هرقل جيشا ضخما لصد قوات المسلمين المحتلة ، كان لزاما على المسلمين نتيجة لما حدث أن يركزوا كل نشاطهم في المعركة التي أحدقت بهم. فلما علم بذلك أبو عبيدة  قائد العرب كتب إلى عمال المدن المفتوحة في الشام يأمرهم برد ما جُبيَ من الجزية من هذه المدن، وكتب إلى الناس يقول:
"إنما رددنا عليكم أموالكم لأنه بلغنا ما جُمع لنا من الجموع، وأنكم قد اشترطتم علينا أن نمنعكم وإنّا لا نقدر على ذلك، وقد رددنا عليكم ما أخذنا منكم، ونحن لكم على الشرط، وما كتبنا بيننا وبينكم إن نصرنا الله عليهم". وبذلك ردت مبالغ طائلة من مال الدولة، فدعا المسيحيون بالبركة لرؤساء المسلمين، وقالوا: "ردكم الله علينا، ونصركم عليهم (أي على الروم).. فلو كانوا هم لم يردوا علينا شيئًا وأخذوا كل شيء بقي لنا" (نفس المرجع ص:61)
وأضاف قائلا : "وقد حافَظ المسلمون على كنائس النصارى، ولم يَمسُّوها بسوء، يقول البطريق النسطوري ياف الثالث في رسالة بعث بها إلى سمعان مطران ريفاردشير ورئيس أساقفة فارس: وإن العرب الذين منَحهم الله سلطان الدنيا يشاهدون ما أنتم عليه، وهم بينكم كما تعلمون ذلك حق العلم، ومع ذلك فهم لا يُحارِبون العقيدة المسيحية، بل على العكس يَعطِفون على ديننا، ويُكرِمون قُسسَنا وقديسي الرب، ويجودون بالفضل على الكنائس والأديار" (الدعوة إلى الإسلام)
وقال توماس أرنولد لم نسمع عن أية محاولة مدبرة لإرغام الطوائف من غير المسلمين على قبول الإسلام، أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي، بل إن مجرد بقاء هذه الكنائس حتى الآن ليحمل في طياته الدليل القوي على ما كانت عليه سياسة الحكومات الإسلامية بوجه عام من تسامح نحوهم» (الدعوة إلى الإسلام )
إنه يقول: "ولم يكن الغرض من فرض هذه الضريبة على المسيحيين ـ كما يريدنا بعض الباحثين على الظن ـ لونًا من ألوان العقاب لامتناعهم عن قبول الإسلام، وإنما كانوا يؤدونها مع سائر أهل الذمة .. وهم غير المسلمين من رعايا الدولة الذين كانت تحول ديانتهم بينهم وبين الخدمة في الجيش، في مقابل الحماية التي كفلتها لهم سيوف المسلمين. (الدعوة إلى الإسلام)
بعد تغطية عمليا جميع بلدان المنطقة التي جاءت في ظل الإسلام في اجتياحها في وقت مبكر، وكذلك تلك التي شهدت تحويلات ضخمة في القرون الأخيرة، فإن توماس أرنولد يجعل الملاحظة التالية في الفصل الختامي من كتابه الذي يتحدث عن نفسه:
"وتختلف الظروف جد الاختلاف، حينما لم يكن هنالك من سبيل من أن يظهر الإسلام في مظهر الضارع المتوسل في البلد الغريب، ولكنه يمثل دين الجنس الحاكم في عزة وكبرياء. وقد بيَّنا في الصفحات السابقة أن نظرية العقيدة الإسلامية تلتزم التسامح وحرية الحياة الدينية لجميع أتباع الديانات الأخرى، أولئك الذين يؤدون الجزية كفاء حمايتهم. وعلى الرغم من أن صفحات التاريخ الإسلامي قد تلوثت بدماء كثير من الإضطهادات القاسية، ظل الكفار، على وجه الإجمال، ينعمون في ظل الحكم الإسلامي بدرجة من التسامح لم نكن نجد لها مثيلاً في أوربا حتى عصور حديثة جداً". (الدعوة إلى الإسلام خاتمة الكتاب)
شروط استسلام دمشق (AH 13/635) لخالد بن الوليد كما ذكره فيليب ك هتي الباحث الشهير عالميا والسلطة المعترفة بها عالميا في تاريخ الشرق الأوسط ، والإسلام، واللغات السامية ، وهو يؤكد صحة الملاحظات التي أدلى بها توماس أرنولد:
"بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى خالد بن الوليد أهل دمشق إذا دخلها أماناً على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وسور مدينتهم لا يهدم، ولا يسكن شيء من دورهم ، لهم بذلك عهد الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء والمؤمنين، لا يُعرض لهم إلا بخير إذا أعطوا الجزية".(فيليب ك هتي، تاريخ العرب، 1937، الطبعة العاشرة، لندن عام 1993، ص. 150)
وكتب المؤرخ التعليق على تقدم جيش خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه [المرجع نفسه. 152] وقال أي "ذهب أهل شيزر (لاريسا) للقاء معه برفقة اللاعبين على الدفوف والمغنين وخضعوا لهم." [المرجع نفسه. 152]
ويتضح من السجلات التاريخية الأصلية التي يرجع تاريخها إلى السنوات الأولى من الإسلام أنه كان يتم معاملة الناس المفتوحين  بكل نزاهة ، وأن الجزية نفذت في المقام الأول باعتبارها ضريبة الإعفاء من الخدمة العسكرية التي كانت إلزامية للمسلمين على الطلب. وعملت الجزية أيضا كمساهمة في الرعاية الاجتماعية ، والتي كان يدفع لها المسلمون الزكاة. وهكذا، لم تكن الجزية ضريبة عقابية ، بل إنما كانت ضريبة عادلة ومنصفة.
والآن يجب أن نقتبس اثنين من أبرز العلماء في العصر الحديث الذين تقوم أعمالهم على البحث المكثف من المصادر الأصلية ولا تتأثر من منحة تحريفية من العصر اللاحق.
ماليس روثفن (ولد في 1942)، المستشار في شؤون الشرق الأوسط ، الذي حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية والسياسية من جامعة كامبريدج وألف عشرة كتب ترجمت أكثرها بعدة لغات، يقول خلال تعليقه على الآية 5:48 من القرآن:
هذا هو أوضح من العديد من البيانات التي تأمر بالتسامح تجاه اليهود والمسيحيين وغيرهم من الناس من أهل الكتاب، وبالتبعية، نحو الزرادشتيين والهندوس والبوذيين وغيرهم من أتباع الأديان ... وهذا اعتراف واضح من تعددية الأديان والحسابات، ولا شك كجزء للالتسامح النسبي الممنوح للمجتمعات الدينية الأخرى (أو "الدخن")، مع بعض الاستثناء، في ظل الحكومات الإسلامية. "[الإسلام في العالم، لندن 1984، ص 119]
كارين أرمسترونغ (مواليد 1944)، وهو عالم لامع و صوت عالمي للسلام والتعاطف والقواسم المشتركة الدينية، وكاتب كثير التأليفات مع بعض 25 منشورا له بما في ذلك سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يقول:
"بعد وفاة محمد (صلى الله عليه وسلم) فإنه لم يتم إجبار اليهود والنصارى أبدا على اعتناق الإسلام ولكن كان لهم كل حرية بممارسة شعائرهم الدينية في الامبراطورية الإسلامية. وأحصي الزرادشتيون والهندوس والبوذيون والسيخ أيضا في وقت لاحق بين"أهل الكتاب". لم تكن هناك أي مشكلة بالنسبة للمسلمين على التعايش مع أتباع الديانات الأخرى". [محمد (صلى الله عليه وسلم) لندن 1991، ص 87.]
يقول ولديورانت: "لقد كان أهل الذمة، المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يتمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح، لا نجد لها نظيرا في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم، ولم يفرض عليهم أكثر من ارتداء زيّ ذي لون خاص، وأداء ضريبة عن كل شخص باختلاف دخله، وتتراوح بين دينارين وأربعة دنانير، ولم تكن هذه الضريبة تفرض إلا على غير المسلمين القادرين على حمل السلاح، ويعفى منها الرهبان والنساء والذكور الذين هم دون البلوغ، والأرقاء والشيوخ، والعجزة، والعمى الشديد والفقر، وكان الذميون يعفون في نظير ذلك من الخدمة العسكرية..ولا تفرض عليهم الزكاة البالغ قدرها اثنان ونصف في المائة من الدخل السنوي، وكان لهم على الحكومة أن تحميهم..." (44) قصة الحضارة (12/131).
ونود أن نبتعد عن أي نقاش حول كيفية استخدام مفهوم الجزية في القرون اللاحقة في الإسلام - مع تزوير وثيقة في القرن الخامس [توماس جورج أرنولد، الدعوة إلى الإسلام ، طبعة ثانية 1913، وأعيد طبعه دلهي 1990، ص. 56-58]. هذا العمل لا اعتذار ولا دفاع. وليس أكثر من مجرد نظرة عابرة على الحقائق التاريخية الصعبة بشأن أسس المبادئ القرآنية لأنها طبقت في السنوات الأولى من الإسلام ، وتوضيح مفهوم الجزية التي هي إما يساء فهمها أو يتم تقديمها خارج سياقها التاريخي أو نسبيتها.
وأخيرا، يجب أن يتحذر القراء من منحة "التحريفية" الملموسة في هذا المقال. على مر التاريخ ، بدءا من ابن إسحاق في الإسلام ، كان هناك أناس الذين كتبوا وجهات نظرهم حول مواضيع حاسمة ، وفي بعض الأحيان مع جو من السلطة ، دون أي بحث مكثف في مواضيعهم أو مع نية مبيتة لتشويه صورة أعدائهم المتصورة أو المنافسين حضاريا. ويمكن العثور على السمة بين الكتاب المغرورين الراغبين في السعي للشعبية لهذا العصر - خصوصا عندما يكتبون عن الإسلام أو موضوع الجزية، مثل كعب أخيل - الذين يرتدون عباءة العالم ولكنهم يؤدون عملهم الفكري مثل الدجال الذي يتحدث كبيرا ولكنه لا يعرف سوى القليل، ومثل المزمار المتشابك الذي لا يمكن أن ينتج سوى نشاز – ولا موسيقي. لا حاكم لهم ولي إلا الله تعالى إذا كنت قد أخطأت في تقديم الملاحظة الختامية.
محمد يونس : متخرج في الهندسة الكيماوية من المعهد الهندي للتكنولوجيا (آئي آئي تي) وكان مسؤولا تنفيذيا لشركة سابقا، وهو لا يزال يشتغل بالدراسة المستفیضة للقرآن الکریم منذ أوائل التسعینات مع الترکیز الخاص علٰی رسالتھ الأصیلة الحقیقیة۔ وقد قام بھذا العمل بالاشتراک و حصل علٰی الإعجاب الکثیروالتقدیر والموافقة من الأ زھر الشریف، القاھرہ، في عام 2002م وکذالک حصل علی التائید والتوثیق من قبل الدکتور خالد أبو الفضل (يو سي آي اي) وقامت بطبعه مکتبة آمنة، ماری لیند، الولایات المتحدة الأمریکیة، عام 2009م)

No comments:

Post a Comment