Wednesday, October 14, 2015

Muslims Must Take A Hard Look على المسلمين التركيز على أساسيات الدين للبقاء في هذه الأوقات التقدمية التعددية والإنسانية والمتقلبة سياسيا



محمد يونس، نيو إيج إسلام
(ترجمه من الإنجليزية: نيو إيج إسلام)
13 أكتوبر عام 2015
عرض الانقسام بين اللاهوت الشعبي و "دين" الإسلام يعزز دعوة السيد سلطان شاهين ، رئيس التحرير لنيو إيج إسلام لإنشاء "لاهوت متماسك للسلام والتعددية، مما يتفق مع تعاليم الإسلام في جميع الحالات، ويتناسب مع المجتمعات المعاصرة والمستقبلية."
  وأولا يجب إنشاء تمييز واضح بين اللاهوت الإسلامي الذي تطور مع مرور الوقت وبين الدين الأصلي للإسلام كما أنزل على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ومحفوظ في القرآن الكريم.
إن جميع الأديان الرئيسية تولدت في عصور و مناطق جغرافية معينة وانتشرت في أراضي جديدة، ولذالك ، تم تفسيرها وتكييفها بشكل مختلف لتتناسب مع العادات والأمزجة والاحتياجات المحلية. وهكذا، مع مرور الوقت ، فإن الرسالة الأساسية التي بشر بها مؤسسوها تركبت من طبقات مختلفة من التفسير والمواد الثانوية، مكتوبة أو شفهية، كجزء من التنمية اللاهوتية. وهذه، في الإسلام، شملت الحديث، والسيرة، والشريعة الإسلامية الكلاسيكية، فضلا عن الآراء واجماع العلماء من الماضي – فإنهم يشكلون مصادر ثانوية لها بشكل إجماعي.
قد اكتسبت المصادر الثانوية أحجام موسوعية وظلت مسامية ومتباينة ومجزأة عالية ، وأحيانا ، متناقضة ذاتية ،
قد تطورت المصادر الثانوية عبر ما يزيد عن ثمانية إلى اثني عشر جيلا، عبر عواصم المجال التوسعي للإسلام من قبل الباحثين والأئمة والعلماء من مختلف الخلفيات والتوجه العقائدي ووجهات النظر العالمية ، وهكذا ، قد اكتسبت المصادر الثانوية أحجام موسوعية وظلت مسامية ومتباينة ومجزأة عالية ، وأحيانا ، متناقضة ذاتية. ونتيجة لذالك، يتمكن مختلف الأفراد والوكالات والجماعات والدول من الاستخراج منها لإضفاء الشرعية على وجهات نظرهم وأفعالهم في مجموعة كاملة من المسائل المتعلقة بمجتمعاتهم.
 مثل هذه الأمور يمكن أن تكون ذات طبيعة اجتماعية أو سياسية أو دينية، أو تتعلق بفن الحكم، والمناهج التعليمية وتمكين المرأة ووضعها، على سبيل المثال. إلى جانب ذلك، المصادر الثانوية يمكن أن تغذي جميع أنواع التقسيم الطائفي والتهشم الأيديولوجي، في حين أن الجماعات الإرهابية من العصر - خصوصا داعش وأمثالها وأتباعها - تختار بعض أجزاء وقطع منها لتتناسب الجرائم البشعة ضد الإنسانية في نطاق الإسلام، وبذلك تؤدي إلى وضع وصمة العار عى المجتمع الإسلامي العالمي وتعميق الانقسام المستمر بين الإسلام وبقية العالم.
ومن ناحية أخرى فإن دين الإسلام مذكور في القرآن الكريم، كلام الله تعالى الذي أنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في فترة محددة من الزمن (610-632 م). كما تم الحفاظ على كلام القرآن في ذكرى حفاظ القرآن الكريم عبر الأجيال المتعاقبة منذ عهد النبي عليه السلام فإن نصوص القرآن الكريم هي محفوظ وخالية من تغيير، وذالك لأن القرآن الكريم يتمتع بالحماية الإلهية كما ذكرت في القرآن مرارا (6:115، 6:34، 15:9، 18:27، 41:42، 85:22). وهذا هو السبب أن القرآن الكريم خالي من كل نوع من التغيير والتحريف والإضافة والحذف محافظا على مذاهب وعقائد الدين الإسلامي الذي بشر به النبي عليه السلام.
وعلى العكس من الروايات المتعرجة والتحويلية والمترجعة والمتوسعة باستمرار و التوضيحية للمصادر الثانوية، فإن القرآن هو أكثر تركيزا و واضح جدا. إنه يجمع بين الروحية و الدنيا ويعتبر حقوق العباد جزءا أساسيا من الدين جنبا إلى جنب مع حقوق الله تعالى.
 وبالتالي، من جهة أنه يطالب الإيمان بالله تعالى وأداء الفرائض والشعائر الروحية (الصلاة والصيام والحج)، ومن ناحية أخرى فإنه يشرح حزمة كاملة من الضرورات الأخلاقية مثل القيام بأعمال الخير والبر، والحد من قاعدة الغرائز لأي شخص، وتقاسم الثروة مع الفقراء، والاستقامة في العدالة، و الدفاع عن النساء من مختلف المحرمات الراسخة والقهر الزوجي والوحشية ، وحماية وتمكين الأقليات الدينية ، وحرية الدين، والدفع العادل للسلع والخدمات والدعم المالي للمحتاجين، واستخدام العقل، والسعي للتميز، وزراعة الفضائل العالمية مثل التعاطف والرحمة والغفران والتسامح والاعتدال ، والابتعاد عن كل أشكال أدران النفسية مثل الطمع والغيرة والكراهية والعداء والكبرياء والغطرسة والتحيز والتعصب والازدراء والسخرية من الآخرين، وهكذا دواليك.
وفي كلمة واحدة، فإنه يقدم رمزا كاملا للحياة على أساس التعددية والإنسانية، واستخدام العقل، وروح المبادرة والتعاون مع بقية البشر، حتى مع أعداء الأمس في كل ما هو جيد للبشرية. ولا ينقل الكاتب آي آية من آيات القرآن الكريم ، لأنه هناك نحو خمس مئة آية واضحة تغطي المبادئ العالمية للإسلام ، وجميع هذه الآيات يمكن الوصول إليها في كتاب الرسالة الأساسية للإسلام [1] الذي تم نشره في هذا الموقع في فصول وأجزاء.
المشكلة التي تواجه العالم الإسلامي اليوم هي أن العلماء يعتبرون أن القرآن هو فقط كلام إلهي في حين يعظمون المصادر اللاهوتية الإسلامية باعتبارها المستودع الحقيقي للتعاليم الإسلامية. وفقا لذلك، فإنهم يحثون جمهور المسلمين على تعليم تلاوة القرآن، وحفظ بعض السور أو حتى القرآن كله في الذاكرة، والتأمل من خلال نطق عبارات القرآن يمجدون الله ويسبحونه (سبحان الله، والحمد لله)، ويحتفلون بوحدانية الله تعالى (لا إله إلا الله) وعظمته (الله أكبر )، و الصلوة والسلام على النبي عليه السلام. ومع ذلك، فإنهم لا يضعون أي تركيز على فهم القرآن و أساسيات رسالته – وأحكامه التي تتعلق بحقوق العباد وتتصل بالقضايا الوجودية للعهد.
من وجهة نظر مختلفة، فإن كل الروايات الدينية الإسلامية في يومنا هذا هي ذات طبيعة روحية بحتة عمليا، وتتمحور حول أركان الإيمان، مع التركيز بشكل عميق على الصلاة والصيام والحج والزكاة ومساحة صغيرة للمبادئ العالمية للإسلام التي تتعلق بحقوق ورفاهية المسلمين والإنسانية كلها (حقوق العباد). وبالتالي، من الناحية العملية، فإن المسارات الوظيفية للإسلام التي أدت إلى ارتفاعه هائلا في القرون المبكرة قد تجمدت في صفحات القرآن ، وفي أحسن الأحوال، تحتل مرحلة العودة من الأفكار الإسلامية، في حين معتقداته الروحية التي كان استوحى منها أتباعها السابقون لاستيعاب النماذج الفنية قد انخفضت إلى مجرد الكلام والحركات الجسدية والأدعية ،  وأما دين الإسلام الذي مارسه المسلمون الأوائل قد مات عمليا. كما قال الشاعر إقبال بيتا بلغة أردية معناه في العربية: "لقد انطفأت جذوة الإيمان ،  فلا مسلم بل كومة من الرماد"
الحقيقة المرة والمخجلة هي أن العلماء التقليديين يبشرون عمليا نفس الشيء، ويستشهدون عمليا نفس الأمثلة التوضيحية والحكايات والحلقات مثل نظرائهم من عصر القرون الوسطى التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام من هذا اليوم. التعرض المتكرر للمواد العتيقة يرمي إلى إعاقة النمو العقلي للمستمعين من القرن الواحد والعشرين ويجعل العلماء التقليديين للإسلام وكلاء التراجع الذين لا يقدرون على اتخاذ أي جزء في مجالات وأنشطة وساحات عديدة من الحياة العصرية.
ونتيجة لهذا الانفصال العميق بين منحة دراسية لاهوتية إسلامية قديمة وبين احتياجات وقضايا وأولويات في هذا العصر، فإن أول الذكر يفشل في تقديم رمز عصر متوافق ومتماسك للمجتمع الإسلامي العالمي في تلك الحقبة. والمخاطرة الأكثر بكثير فإن الروايات الدينية اللاهوتية للإسلام تمكن العلماء المتطرفين والمتعصبين لخلق ونشر إصداراتهم الشخصية للإسلام، ليصبحوا قادة المجتمع، دون بالضرورة وجود المعرفة والخبرة السليمة أو التعرض الجيد للموضوعات المتنامية و قضايا اليوم، وكثير من الأحيان، دون أي فهم واضح لأساسيات الرسالة القرآنية كما أن معارفهم الدينية تقتصر إلى حد كبير إلى مصادر ثانوية وتلاوة القرآن الكريم.
قد رفض العلماء التقليديين الغرب باعتباره دار الشيطان ويطمحون في خلق هوية منفصلة للمجتمع الإسلامي العالمي بشكل لا يتوافق مع التركيز القرآني على التعددية والإنسانية ، وهم غاضبون ومتهيبون أو متأثرون من إنجازات العالم الغربي أو الحديث ويشعرون بالصدمة والضرر من انخفاض الإسلام. وخطاباتهم يوم الجمعة فإنهم يبشرون بانقسام بين الإسلام وجميع الطوائف الدينية الأخرى، وبالتالي يمنعون من اندماج المسلمين مع المجتمعات السائدة في البلدان الأقلية المسلمة و لا يلعبون دور المعرفة العالمية ويضعفون مكانتهم في الحضارة الحديثة، ويقيدون الرسالة القرآنية إلى أركان الإسلام ، ولا دور لهم في أبعاد عالمية من رسالة القرآن التي تربط الإسلام مع العالم التعددي الحديث. وبالتالي فإنهم قد خفضوا فعليا الإسلام إلى عقيدة القرون الوسطى الثابتة التي هي ضد إنجازاتها في تلك الحقبة، و تلعب عن قصد أو عن غير قصد في أيدي الجماعات الإرهابية التي تتطلع إلى اتخاذ الهوية المشتركة العالمية المنفصلة للمسلمين.
وبالتالي هناك حاجة ملحة لتقييد ، إن لم يكن التخلي عن نشر العلوم اللاهوتية الإسلامية و في مكانها يجب نشر نماذج توسعية وفوارة فكريا وأبدية للقرآن الكريم. و يجب قراءة القرآن في السياق التاريخي، والسعي لأفضل معناه وفقا لمبادئه التوجيهية [2]، والبالتالي، فإن القارئ في ضوء القرآن الكريم قد يقدم الترياق لجميع تداعيات خبيثة من اللاهوت الموجود بإسم الإسلام كما استعرضت بإيجاز أعلاه.
وللأسف ، فإن بيت العنكبوت للاهوت الإسلامي يقدم مجموعة من المزايا المذهبية لرجال الدين والحراس ولا سيما الحريات الجنسية الحصرية المشروعة والنظام الأبوي والمال المخفف. وهكذا، فإنه يستولي العبودية الجنسية والزواج مع فتاة صغيرة، وتعدد الزوجات، والضرب واضطهاد المرأة في إطار الزواج، وأنواع مختلفة من الجمارك التعصبية بما في ذلك جرائم الشرف ، ويقدم أيضا دخل التشغيل كما أن وعظ الإسلام قد أصبح الآن مهنة. ومع ذلك، فإن القرآن أو أن الإسلام في هذه المسألة ليس الممتلكات الشخصية للعلماء البطريركيين والرجعيين.
 هناك وعي متزايد بين زعماء العالم العلماني أن الدين الإسلامي كما هو منصوص عليه في القرآن يتم استغلاله بشكل شديد من قبل الدعاة والحراس ، وهذا هو الجماعة، والمجتمع المتزايد من المسلمين التقدميين والمستنيرين الذين يجب أن يوجهواعقيدة الإسلام نحو مركزه  أي القرآن الكريم مع أقل من الأساس اللاهوتي ضروريا.
وباختصار فإنه يجب على المسلمين أن يعززوا "لاهوتا متماسكا للسلام والتعددية، مما يتفق مع تعاليم الإسلام في جميع الحالات، ويتناسب مع المجتمعات المعاصرة والمستقبلية."
ويسر المؤلف أن يبلغكم بأن كتابه "الرسالة الأساسية للإسلام" قد يكون بمثابة نقطة انطلاق "للاهوت جديد" يقوم على أساسيات الرسالة القرآنية. ونأمل أنه يصل إلى دائرة أوسع مما يطالب الآن.
وهذه المقالة هي مكملة ، وإن كانت أكثر قاعدة عريضة وحرجة من مقالتي المذكورة أدناه التي تخلص فيما يلي [3]:
"في ضوء تأثير لا يمكن إنكاره من الخطابات اللاهوتية للإسلام (بما في ذلك الشريعة الكلاسيكية والسيرة) في تحجر حقيقي للدين الإسلامي كما هو منصوص عليه في القرآن الكريم، وإطعام الخطر الرهيب المزدوج في هذا العصر – إضفاء الطابع المتطرف على تعاليم الإسلام والإسلاموفوب، فإنه لا بد للمسلمين أن يعالجوا خطاباتهم الدينية في منظورهم التاريخي كمواد كلاسيكية في الأكاديمية العليا، كما حدث في الماضي مع غيرها من التخصصات اللاهوتية الكبرى - لاسيما أسباب النزول والمذاهب المختلفة. بما أن مصدرهم الأساسي للإرشاد - هو محفوظ في القرآن الكريم في شكله الأصلي، وخالي من جميع أنواع التراكمات القاتلة والشريرة وخصوصية الزمان والمكان كما هو الحال مع الشريعة الكلاسيكية، والحديث والسيرة ، فإنهم على هذا الأساس يمكن أن يتطوروا التفسير الأوسع والعالمي من رسالته".
المراجع:
1 . كتاب الرسالة الأساسية للإسلام الذي قامت بطبعه مکتبة آمنة ، ميريلاند، الولايات المتحدة الأمريكية عام 2009.


2. البابا فرانسيس يصل إلى روح القرآن من خلال السعي "لتفسير كاف" فعلى المسلمين والعلماء والباحثين قبول اقتراحه لتجنب تزايد الارتباك في الدين

3. الخطر المتزايد المزدوج: إضفاء الطابع المتطرف على تعاليم الإسلام والإسلاموفوبيا - هل هما مترابطان؟ رسالة الاستغاثة إلى المثقفين والعلماء والقادة المسلمين!

المقالة المتعلقة:
الحد من تصاعد التطرف هو التحدي الذي يجب أن يتخذه المسلمون: بعض اقتراحات ملموسة

البابا فرانسيس والمسلمين


محمد يونس : متخرج في الهندسة الكيماوية من المعهد الهندي للتكنولوجيا (آئي آئي تي) وكان مسؤولا تنفيذيا لشركة سابقا، وهو لا يزال يشتغل بالدراسة المستفیضة للقرآن الکریم منذ أوائل التسعینات مع الترکیز الخاص علٰی رسالتھ الأصیلة الحقیقیة۔ وقد قام بھذا العمل بالاشتراک و حصل علٰی الإعجاب الکثیروالتقدیر والموافقة من الأ زھر الشریف، القاھرہ، في عام 2002م وکذالک حصل علی التائید والتوثیق من قبل الدکتور خالد أبو الفضل (يو سي آي اي) وقامت بطبعه مکتبة آمنة، ماری لیند، الولایات المتحدة الأمریکیة، عام 2009م)

No comments:

Post a Comment